الصبر ومنزلته
للصبر منزلة عالية في الدين، فقد أمر الله تعالى به
نبيه صلى الله عليه وسلم وأمر به عباده، فقال تعالى :
( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم॥)
وقال تعالى: (ولربك فاصبر)، وقال تعالى: ( يا أيها
اللذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)।
قال الامام ابن القيم رحمه الله : " الصبر باعتبار
متعلَّقة ثلاثة أقسام : صبر الأوامر والطاعات حتى
يؤديها ، و
صبر عن المناهى والمخالفات حتى لا يقع فيها ، وصبر
على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها "।
وعن أبى سعيد الخدرى - رضي الله عنه - أن ناساً
سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم ، ثم
سألوه فأعطاهم حتى إذا نفذ ما عنده قال: " ما
يكن عندى من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه
الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يُصبره الله ،
وما أُعطى أحد من عطاء خير
وأوسع من الصبر " رواه البخاري।
قال الإمام أحمد رضي الله عنه : الصبر في القرآن في
تسعين موضعاً ।
فالصبر خلق فاضل من أخلاق النفس ، يمنع من فعل ما
لا يحسن ولا يجمل ، وهو قوة من قوى النفس التي بها
صلاح شأنها ، وقوام أمرها ।
وقال سعيد بن جبير : الصبر اعتراف العبد لله بما
أصابه منه واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه । وقد يجزع
الإنسان وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر ।
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الصبر على
المصائب واجب باتفاق أئمة الدين । وإنما اختلفوا
في وجوب الرضا । انتهى ।
وقد قال عليه الصلاة والسلام : ' إنما الصبر عند
الصدمة الأولى ' رواه الشيخان । وفي
لفظ : ' إنما الصبر عند أول صدمة ' .
وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ' الصبر ضياء '
رواه مسلم وأبو داود ।
0 التعليقات:
إرسال تعليق